المواضيع الجديدة

شربات غولا.. الموناليزا الأفغانية

شربات غولا.. الموناليزا الأفغانية

الموناليزا الأفغانية أو الفتاة الأفغانية هي ألقاب عرفت بها بإحدى أشهر الصور التي التقطت في القرن العشرين، و ذلك منذ أن نشرتها مجلة ناشيونال جيوغرافيك على غلافها لعدد يونيو 1985. و لكن ما قصة هذه الصورة؟








التقطت الصورة في ديسمبر 1984 لفتاة تبلغ من العمر 12 ربيعا، في مدرسة بمخيم ناصر باغ للاجئين الأفغان الهاربين من الاحتلال السوفييتي لبلدهم، و ذلك من طرف المصور الصحفي الأمريكي Steve McCurry ، الأخير جذبت انتباهه نظرتها العجيبة و عيناها الخضراوان ونسي أن يسألها حتى عن اسمها...






كان من عادته أن يلتقط عدة صور لنفس الأشخاص ثم يختار المناسبة حينما يعود لمقر عمله، و قد وقع اختيار المحررين في المجلة على الصورة التي اعتبرت ابتداء من تاريخ نشرها رمزا للاجئين ومعاناتهم في العالم، بل وشجعت الكثيرين على الانضمام كمتطوعين في المخيمات.



حاول Steve McCurry - والذي كان قد سبق له و أن جاب عدة دول في العالم وخاصة تلك التي عرفت بحروبها - بعد ذلك العثور على الفتاة ليشكرها ولكنه لم يجد لها أي أثر يذكر، إلى أن حلت سنة 2001 و خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر و ما تلاها من هجوم أمريكي على أفغانستان، فقد عادت الصورة للظهور على وسائل الإعلام والكل يتساءل عن مصير الفتاة الأفغانية المجهولة الهوية ويجري لقاءاته مع المصور الذي قضى عدة سنوات من عمره في ذلك البلد.



لهذا الغرض كلفته مجلة ناشيونال جيوغرافيك بمعاودة البحث بتمويل منها وبالاستعانة بعدة خبراء للتعرف على الفتاة الأفغانية.

عاد المصور إلى بيشاور الواقعة على الحدود الباكستانية الأفغانية و بالتحديد إلى المخيم الذي التقط فيه الصورة قبل 17 سنة، وبمساعدة من صديقه رحيم الله يوسف زي قيدوم الصحفيين الباكستانيين و كذا شيوخ القبائل المتواجدين في المخيم تم العثور على المعلمة التي سمحت له بتصوير تلميذاتها في ذلك اليوم، و تم التوصل لمن يعتقد أنها ضالتهم.



تم التوصل إلى سيدة تدعى ألام بيبي تشبه الفتاة في الصورة (ما عدى تغير لون العينان)، وبعد تصويرها من طرف البعثة أرسلت الصورة لتفحص من قبل المختصين الذين توصلوا من خلال اختبارات القزحية  إلى أنها ليست الشخص المطلوب، ليعود المصور إلى نيويورك و تستمر البعثة في البحث.



في المرة الثانية توصلوا إلى معلومات تفيد أن الفتاة وأسرتها قد عادوا إلى أفغانستان وبالتحديد لمنطقة تورا بورا، و بمساعدة متطوعين تم اصطحابها رفقة أفراد من أسرتها إلى بيت أحد المشايخ في بيشاور. هناك سمح لـ Carrie Regan مساعدة المنتج بمقابلتها وأخذ صورة لها للتأكد من هويتها، في هذه المرة كانت النتيجة إيجابية.



أظهرت الاختبارات أن هذه السيدة التي تحمل اسم شربات غولا هي نفسها الفتاة الأفغانية، كما أنها كانت قد أخبرتهم بمعلومات دقيقة حول يوم التقاط الصورة، و التي تعتبر المرة الوحيدة في حياتها التي التقطت فيها صورة لها قبل لقائها بالبعثة سنة 2002.
حكت لهم كيف أنها فقدت أبويها في قصف سوفييتي على قريتها وبأنها هربت مع جدتها وإخوتها لتستقر في مخيم ناصر باغ ثم تتزوج و تعود لأفغانستان بعد بضع سنوات.



وتظهر مقارنة الصورتين القديمة والحديثة أن ملامحها لم تتغير كثيرا. و للإشارة فقد خضعت الصورة قبل نشرها في المجلة لتعديلات بسيطة كالتخفيف من حدة اللون الداكن تحت العينين ولكنهم لم يزيلوا بقعة الطين التي تشبه الشامة على الجانب الأيمن من وجهها.



صورة تظهر أخاها كاشار خان الذي يشبهها كثيرا خاصة لون العيون والنظرات.



طلبت صاحبة الصورة من مجلة ناشيونال جيوغرافيك أن تبقى بعيدة عن الأضواء وتستمر في العيش كما كانت، وقد احترمت المجلة اختيارها و حرصت على إخفاء مكان تواجدها و ذلك بعد تقديم بعض المساعدات لها ولذويها، ليسدل الستار عن قصة أشهر فتاة أفغانية.. شربات غولا.