شربات غولا.. الموناليزا الأفغانية
شربات غولا.. الموناليزا الأفغانية
الموناليزا الأفغانية أو الفتاة الأفغانية هي ألقاب عرفت بها بإحدى أشهر الصور التي التقطت في القرن العشرين، و ذلك منذ أن نشرتها مجلة ناشيونال جيوغرافيك على غلافها لعدد يونيو 1985. و لكن ما قصة هذه الصورة؟
حاول Steve McCurry - والذي كان قد سبق له و أن جاب عدة دول في العالم وخاصة تلك التي عرفت بحروبها - بعد ذلك العثور على الفتاة ليشكرها ولكنه لم يجد لها أي أثر يذكر، إلى أن حلت سنة 2001 و خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر و ما تلاها من هجوم أمريكي على أفغانستان، فقد عادت الصورة للظهور على وسائل الإعلام والكل يتساءل عن مصير الفتاة الأفغانية المجهولة الهوية ويجري لقاءاته مع المصور الذي قضى عدة سنوات من عمره في ذلك البلد.
لهذا الغرض كلفته مجلة ناشيونال جيوغرافيك بمعاودة البحث بتمويل منها وبالاستعانة بعدة خبراء للتعرف على الفتاة الأفغانية.
عاد المصور إلى بيشاور الواقعة على الحدود الباكستانية الأفغانية و بالتحديد إلى المخيم الذي التقط فيه الصورة قبل 17 سنة، وبمساعدة من صديقه رحيم الله يوسف زي قيدوم الصحفيين الباكستانيين و كذا شيوخ القبائل المتواجدين في المخيم تم العثور على المعلمة التي سمحت له بتصوير تلميذاتها في ذلك اليوم، و تم التوصل لمن يعتقد أنها ضالتهم.
في المرة الثانية توصلوا إلى معلومات تفيد أن الفتاة وأسرتها قد عادوا إلى أفغانستان وبالتحديد لمنطقة تورا بورا، و بمساعدة متطوعين تم اصطحابها رفقة أفراد من أسرتها إلى بيت أحد المشايخ في بيشاور. هناك سمح لـ Carrie Regan مساعدة المنتج بمقابلتها وأخذ صورة لها للتأكد من هويتها، في هذه المرة كانت النتيجة إيجابية.
أظهرت الاختبارات أن هذه السيدة التي تحمل اسم شربات غولا هي نفسها الفتاة الأفغانية، كما أنها كانت قد أخبرتهم بمعلومات دقيقة حول يوم التقاط الصورة، و التي تعتبر المرة الوحيدة في حياتها التي التقطت فيها صورة لها قبل لقائها بالبعثة سنة 2002.